window.open("https://saudi-aj.com;, "scrollbars,resizable,height=300,width=450")

13‏/11‏/2012

مبتعَثَات يطلبن الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي




مطالَبَات برفع الوصاية وانتقادات لتعنُّت الأنظمة

مبتعَثَات يطلبن الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي

مبتعَثَات يطلبن الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي

ريم سليمان- سبق – جدة: تُرى، هل هناك ما يستحق أن تدفع من أجله فتاة جامعية بنفسها إلى البحث عن زوج صوري؟ تُرى، هل يستحق الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه أن تقدِّم فتاة نفسها سلعة تُباع وتُشترى على مواقع التواصل الاجتماعي؛ من أجل أن تحصل على الابتعاث وتستكمل شرط المَحْرم؟ وهل حقاً تعنت بعض الأنظمة هو ما يضطر المبتعَثَة إلى هذه الطرق الرخيصة من الزواج، أم أن النظام وُضع للمحافظة على الفتاة وصيانتها في الخارج؟
 
 "سبق" تدق جرس الإنذار لتحذير الفتاة من الوقوع في هذا الفخ، الذي تترتب علية آثار ونتائج خطيرة تحت اسم الزواج.
 
ابتزاز الزوج
 
اعترفت لـ"سبق" إحدى المبتعثات بأنها اضطرت للزواج خصيصاً من أجل البعثة ليس إلا، ووافق بالفعل أحد الشباب على ذلك مقابل توفير إقامة في الخارج ومال يستطيع العيش به "وبعد فترة من السفر بدأ في ابتزازي من أجل الحصول على المال، وبالفعل بدأ في استنزافي، وأخذ يراوغني بالعقد المكتوب بيننا، ويتحرش بي على اعتبار أني زوجته، وبدأت المشاكل تزيد بسبب تهديده المستمر لي، وقتها شعرت بخطورة ما قمتُ به؛ ما دفعني إلى إنهاء بعثتي".
 
أما المبتعَثَة هالة أحمد فأكدت لـ"سبق" أنها ترفض تماماً بحث البعض عن زوج من أجل البعثة، وأنها سافرت مع والدها، وجلس معها شهرين "وبعد أن اطمأن على وضعي سافر، وأصبح يأتي إليّ كل شهرين أو ثلاثة، يجلس معي أسبوعاً ويسافر ثانياً". مضيفة بأن ما قام به والدها هو الحل المثالي لأي مبتعثة، بيد أنها أعربت عن قلقها المستمر من أن تعلم القنصلية بوضعها فتُنهي بعثتها، متسائلة "متى ستُرفع الوصاية عن الفتاة، ويتم التعامل معها على أنها كاملة الأهلية؟!".
 
شرط الذكورية
 
وأفاد أحد المبتعثين في أمريكا بأنه عُرض عليه الزواج من مبتعثة بعد أن علمت القنصلية بأنها تجلس بمفردها، وأنذرتها بإنهاء البعثة إذا لم تعدل من وضعها، وقال: "رفضت هذا الشكل من الزواج؛ حيث اعتبرته حراماً، ولا يليق برجل محترم أن يقوم بهذا الفعل، ورأى أن هذا الزواج ليس إلا إكمالاً لشرط الذكورية الذي تفرضه وزارة التعليم العالي على المرأة".
 
وأضاف "هناك العديد من القنصليات بدأت تتغاضى عن شرط المَحْرم بعد موافقة ولي الأمر وتعهده بأنه المسؤول عن ابنته إذا حدث لها أي شيء.
 
زوجي سَنَدي
 
واختلفت هنادي سعيد مع من سبقوها؛ حيث رأت أن وجود المَحْرم زوجاً كان أو أباً أو أخاً شرط مهم جدًّا للمرأة في الخارج، وبخاصة في الدول الأجنبية، وقالت: شعرتُ بأهمية زوجي معي أثناء بعثتي، بوصفه سنداً لي، يقف بجواري دائماً، ويحميني من تطفل الآخرين. ناصحة الفتاة قبل الابتعاث بإكمال نصف دينها، وهو الزواج بشكل شرعي وسليم، وأعربت عن أسفها من أن الزواج أصبح سلعة تبحث عنها المبتعَثَة في مواقع التواصل الاجتماعي.
 
تجبُّر الأنظمة
 
رأت الكاتبة شريفة الشملان أن هناك تعنتاً في الأنظمة بشكل كبير بفرض المَحْرم، وقالت: في بعض الأحيان لا تسمح ظروف الأسرة للأب بأن يسافر مع ابنته، وتضطر المرأة لأن تسافر مع أخيها، وكثيراً ما تشكو المبتعثات من أذى الإخوان؛ حيث يستغربون الجو العام والاختلاط؛ فيبدؤون بالتصرف بشكل عنيف، وأحياناً ينحرفون، وفي كثير من الأحيان يرفض الأخ العيش في الخارج مع أخته؛ لذا يصبح الحل الأمثل للفتاة هو الزواج.
 
وأضافت بأنها ليست ضد فكرة زواج المبتعثة قبل السفر بل ضد أن تضطر للزواج حتى تسافر؛ فقد يكون في ذلك إيجابيات كثيرة للرجل؛ حيث وجود زوجة بلا مهر ولا تكاليف، وسفر للخارج، إلا أن من سلبياته أن هناك من يتفق على أن الزواج لم يكتمل؛ حيث يجبر القانون الفتاة على تسوية الخطأ الذي يؤثر في حياتها كلها.
 
الزوج الرفيق
 
واستغربت من التشدد في وجود المَحْرم الآن، مطالبة برفع الوصاية عن الفتاة وإعطائها الثقة بنفسها؛ حتى لا يصبح الزوج رفيقاً ليس إلا. وقالت: المَحْرم كان ضرورة من قبل لعدم وجود طرق مؤمَّنة، أما الآن فالسفر آمن. مقترحة أن يُترك الأمر لكل أسرة ومدى قبولها واستطاعتها سفر المَحْرم أو سفر البنت بمفردها.
 
وأفادت بأن الشاب هو الطرف الفائز في كل الأحوال، أما الفتاة فتحايلت على القانون بخدعة ما حتى تسافر. مؤكدة أن المرأة ليست فاقدة الأهلية، وهي أكثر حرصاً على إثبات نفسها في الخارج، وطالبت بمعاملة المبتعثة مثل الشاب المبتعث؛ حيث إذا تزوجت يتم الصرف عليها وعلى أولادها، ثم قالت: الدولة لا تقصِّر مادياً مع المبتعثين، وهناك الكثير من الإيجابيات، إلا أن المشكلة في الأنظمة التي تجبر على الخداع.
 
إطار الشرعية
 
رأى أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبد الرزاق الزهراني أن للمرأة ثلاث وظائف أساسية في الحياة "الأمومة والقيام بشؤون الأسرة وخدمة المجتمع"، مشيراً إلى أن هناك من يقفز إلى الوظيفة الثالثة ويتجاهل الوظيفتين الأولى والثانية. وقال: الابتعاث يأتي ضمن الوظيفة الثالثة، أما الزواج فيأتي ضمن الوظيفة الأولى؛ فهو أولى بالإشباع من الابتعاث.
 
وضرب مثلاً بعدد وكم الفتيات اللاتي ركزن على الدراسة حتى فاتهن قطار الزواج، وبتن يصرخن: "خذوا شهادة الدكتوراه وأعطوني طفلاً". وعن الحياة في المجتمعات الغربية أكد أهمية وجود مَحْرم، خاصة الزوج، وأن هناك العديد من النساء تزوجن حتى يستطعن السفر للبعثة، ووجدن أن أكبر مكسب لهن في بعثتهن هو الزوج.
 
وأفاد بأن الطريقة الرخيصة للسفر ليست بحث المرأة عن زوج مَحْرم بل سفرها دون مَحْرم إلى مجتمع تكثر فيه المغريات، ويكثر فيه المتربصون بالنساء، وتكثر فيه الإباحية.. مشيراً إلى أنه في أمريكا أكثر من 30% من الأطفال يولدون خارج إطار الشرعية، والمرأة هي التي تتحمل تكلفة ذلك، أما الشاب الذي قضى وطره فيختفي في زحمة الحياة.
 
الاستقرار النفسي
 
وعن اتفاق بعض الفتيات مع الشباب بشكل صوري من أجل السفر فقط قال الزهراني: يُعَدّ ذلك احتيالاً على الله وعلى النظام والمجتمع إذا كان الاتفاق صورياً، أما إذا كان زواجاً حقيقياً فهو مقبول ومطلوب. موضحاً أن لكل مجتمع عقائده ونظمه وثقافته، ويجب على أفراده التقيد بها، كما أن المجتمع المسلم يستقي تعاليمه من الشريعة التي وضعها خالق البشر.
 
 ودعا إلى تسهيل عملية الزواج، وإزالة جميع العقبات في طريقه، وفتح الفرصة أمام الشباب والشابات لإكمال نصف دينهم حتى وهم يدرسون؛ حيث أثبتت الدراسات أن المتزوجين من الطلاب والطالبات أكثر الطلاب استقراراً نفسياً واجتماعياً، ومن أكثر الطلاب نجاحاً في دراساتهم.
 
مصلحة المرأة
 
من جهته أكد أستاذ الفقه في جامعة الإمام، الدكتور محمد النجيمي، أن هناك شرطاً متفقاً عليه بين العلماء، وأجمع عليه العلماء، وهو مستقى من الحديث الشريف "لا تسافر المرأة إلا مع ذي مَحْرم"، بيد أن هناك حالتين يصح للمرأة السفر دون مَحْرم فيهما، هما إذا كانت تريد الحج ومعها نساء ثقات فيجوز لها السفر، والثانية إذا كانت في حاجة ماسة للسفر. مشيراً إلى أن التعليم لا يدخل في ذلك؛ لأنه يُعَدّ فرض كفاية بالنسبة للرجل والمرأة، إذا قام به أحد سقط عن الآخرين.
 
وردًّا على ما قيل بأن الطرق الآن أكثر أمناً، وأنه لا مانع من سفر المرأة: القضية ليست قضية طريق بل وجود المرأة بمفردها، وهذا أمر ديني غير خاضع لأي تعليلات، إلا أن الهدف منه هو مصلحة المرأة، والابتعاث ليس من الضروريات بل من الأمور التحسينية، كما أن هناك في السعودية 24 جامعة حكومية، و8 جامعات أهلية.
 
تيس مستعار
 
ورأى أن من تتحايل على الشرع وتتزوج بشكل صوري حتى تسافر فقد أدخلت نفسها في عقد غير صحيح، ويُعَدّ باطلاً، ويترتب عليه العديد من الأضرار للفتاة. واصفاً الزوج الذي يقبل بهذا بأنه "تيس مستعار"، كما حذَّر الفتاة من الوقوع تحت قبضة شاب باتفاق غير رسمي بينهما، ثم يرجع فيه فيما بعد، ويبدأ في ابتزازها من أجل الحصول على مال أو ما هو أبعد من ذلك، ويبدأ بالتحرش بها جسدياً، وتكون بهذا الشكل وقعت في شر أعمالها "وكم من المشاكل وقعت فيها المبتعثات بسبب هذا الزواج الوهمي، ودخلت في سلسلة من الابتزازات المالية والجسدية".
 
ورأى أن الحل بالنسبة للمبتعثة هو أن يسافر معها مَحْرم، سواء أباً أو أخاً؛ حيث يوفِّر لها بيئة آمنة، ويتركها بعد أن يطمئن عليها، ثم يعاود زيارتها كل فترة. أما إذا كانت المرأة لم تُبتعث بعد فعليها أن تحرص على الزواج بالشكل الصحيح قبل السفر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك مهم لنا

Type Your Label Here

Labels